Forex trading for beginners Part 6: Consumer demand indicators
تحليل الفوركس للمبتدئين الجزء 4: التحليل الأساسي ، الأسعار
سعر الصرف (Exchange Rate) والتضخم (Inflation)
التضخم (Inflation) هو أهم مؤشر لتطور العمليات الاقتصادية، وواحد من أهم المعايير بالنسبة لـأسواق العملات؛ يراقب متداولو العملات بيانات التضخم.
من منظور سوق الفوركس (Forex market)، يُدرَك تأثير التضخم طبيعياً من خلال علاقته مع أسعار الفائدة.
نظرًا لأن التضخم يُغيّر مستويات الأسعار، فإنه يغيّر أيضًا العوائد الحقيقية الفعلية الناتجة عن الدخل المتولد من الأصول المالية.
يُقاس هذا التأثير عادة باستخدام أسعار الفائدة الحقيقية (Real Interest Rates)، والتي تأخذ في الاعتبار انخفاض قيمة النقود نتيجة الارتفاع العام في الأسعار، على عكس أسعار الفائدة الاسمية (Nominal Interest Rates).
إن زيادة التضخم تقلل من سعر الفائدة الحقيقي حيث يجب خصم جزء من الدخل لتغطية زيادة الأسعار، مما لا يعطي زيادة حقيقية في المنافع (سلع أو خدمات) يتم الحصول عليها.
أبسط طريقة لحساب التضخم هي اعتبار المعدل الاسمي i مطروحًا منه معامل التضخم p (المعبر عنه أيضاً بنسبة مئوية) للحصول على سعر الفائدة الحقيقي.
r = i – p
لأسباب واضحة، تكون أسواق الأوراق المالية الحكومية (التي تُثبت أسعار فائدتها عند الإصدار) حساسة جدًا لـالتضخم، الذي يمكن أن يقضي على فوائد الاستثمار في تلك الأدوات.
ينتقل تأثير التضخم على أسواق الأوراق المالية الحكومية بسهولة إلى أسواق العملات المرتبطة بها: إن تخفيض قيمة السندات المقومة بعملة معينة بسبب ارتفاع التضخم يؤدي إلى فائض نقدي في تلك العملة وبالتالي إلى انخفاض سعر الصرف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل التضخم هو أهم مؤشر على “صحة” الاقتصاد، ولذلك تتم مراقبته بدقة من قبل البنوك المركزية.
الطريقة الوحيدة لمكافحة التضخم هي رفع أسعار الفائدة. إن ارتفاع الأسعار يحوّل جزءًا من السيولة عن نشاط الأعمال؛ حيث تصبح الأصول المالية أكثر جاذبية (بزيادة ربحيتها مع ارتفاع أسعار الفائدة)، وتصبح القروض أكثر تكلفة؛ مما يؤدي إلى انخفاض المبلغ المتاح لشراء السلع والخدمات المُنتجة وبالتالي انخفاض معدل ارتفاع الأسعار.
بسبب العلاقة الوثيقة مع قرارات أسعار الفائدة للبنوك المركزية، تتابع أسواق الفوركس عن كثب مؤشرات التضخم.
بالطبع، فإن الانحرافات الفردية في مستويات التضخم (شهرية أو ربع سنوية) لا تؤدي إلى تغيير فوري في سياسات البنوك المركزية؛ إذ تتابع هذه الأخيرة الاتجاهات العامة لا القيم الفردية.
على سبيل المثال، سمح التضخم المنخفض في أوائل التسعينات للاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على سعر الخصم عند 3%، مما كان مفيدًا للتعافي الاقتصادي.
لكن في النهاية، لم تعد مؤشرات التضخم من المعايير الأساسية لـأسواق العملات. إذ كان سعر الخصم الاسمي منخفضًا، وبلغ نظيره الحقيقي عمومًا 0.6%، مما يعني أن الأسواق كانت تفسر الارتفاع في مؤشرات التضخم فقط.
انقطع الاتجاه الهبوطي في سعر الخصم الأمريكي فقط في مايو 1994 عندما رفعه الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب سعر الأموال الفيدرالية، كجزء من إجراء وقائي لمكافحة التضخم. صحيح أن رفع الأسعار آنذاك لم يستطع دعم الدولار.
المؤشرات المنشورة الرئيسية للتضخم هي مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، مؤشر أسعار المنتجين (PPI)، ومعدل عاكس الناتج المحلي الإجمالي (GDP Implicit Deflator). كل منها يكشف جزءًا من الصورة الشاملة لنمو الأسعار في الاقتصاد.
سعر الصرف (Exchange Rate) والتضخم (Inflation)
لا يمكن فهم معنى التغيرات في المؤشرات الاقتصادية وتقييم عواقبها على أسواق العملات بشكل صحيح دون النظر في السلوك الدوري للاقتصاد.
من المعروف أن تطور العمليات المالية له طابع دوري: فالنمو يصاحبه حتماً ركود، يليه تعافي ثم نمو جديد.
يمكن لنفس التغير في مؤشر معين أن يحمل معاني اقتصادية مختلفة تمامًا (وبالتالي عواقب مالية مختلفة) اعتمادًا على المرحلة التي يُلاحظ فيها من الدورة الاقتصادية.
قد يكون التأثير المتوقع لمثل هذا التغير على سعر الصرف مختلفًا تمامًا في هذه الحالات، حيث تنظر السلطات المالية إلى حالة الاقتصاد وتتخذ قرارات تنظيمية معتمدة على سلوكه الدوري. معرفة المفاهيم
الدورة الاقتصادية (Economic Cycle)، والتي تُعرف أيضًا بالدورة التجارية (Business Cycle)، هي شكل طبيعي من أشكال تطور (نمو) الاقتصاد.
بالنظر إلى ديناميكيات التطور الاقتصادي، هناك ثلاث مراحل رئيسية:
– الركود (Recession) هو تراجع في النشاط التجاري، وانخفاض في الإنتاج والتوظيف والدخل، يتميز بدرجات متفاوتة من الانكماش الاقتصادي – أزمة واكتئاب؛
– التعافي (Recovery) هو ارتفاع في النشاط الاقتصادي، ونمو في ظروف السوق، وزيادة الإنتاج بعد انخفاضه خلال فترة الركود حتى العودة إلى المستويات السابقة؛
– التوسع (Expansion) هو استمرار النمو الاقتصادي بعد مرحلة التعافي، عادةً حتى بلوغ إنتاج جديد أعلى من الذي تحقق في الدورة السابقة.
قد يشمل مرحلة التوسع أحيانًا عدة دورات، وفي هذه الحالة تُسمى دورات النمو (Growth Cycles).
كل مؤشر اقتصادي يُظهر سلوكًا دوريًا بشكل أو بآخر.
يكفي فقط مراعاة الخصائص الفردية لدورات هذه المؤشرات لدراسة نسبها من حيث المعايير الزمنية ومقدار الانخفاض.
اعتمادًا على طبيعة المؤشرات وعلاقتها بالديناميكيات الاقتصادية العامة، يُصنف عادةً المؤشرات إلى مؤشرات موالية للدورة (Procyclical) – التي تسير مع اتجاه النمو العام، ومؤشرات مضادة للدورة (Counter-Cyclical) – التي تسير عكس ذلك، ومؤشرات غير دورية (Acyclical) – التي يتغير سلوكها قليلاً داخل الدورة.
يُقدم تصنيف موجز لبعض المؤشرات وفق هذه الخاصية في الجدول أدناه.
نظرًا لأن المؤشرات وُضعت لتحديد ومراعاة خصائص مختلف جوانب العمليات الاقتصادية، فإن سلوكها يحمل خصوصياته.
من المهم بشكل خاص معرفة ما إذا كان مؤشر معين يتقدم على الاتجاه العام أم يتأخر عن المرحلة الأساسية للدورة الاقتصادية.
استنادًا إلى ذلك، يتم تصنيف المؤشرات المعروفة كما هو موضح أدناه.
في الولايات المتحدة، توجد جهة بحثية غير حكومية خاصة تُعرف بالمعهد الوطني للبحوث الاقتصادية (NBER – National Bureau of Economic Research)، تتولى تتبع الدورات الاقتصادية وتحديد نقاط تحولها.
وليس بهذه السهولة كما قد يبدو؛ إذ أن مؤشرات مختلفة لها دورات زمنية متباعدة.
من المهم جدًا تتبع الدورة الاقتصادية العالمية باستخدامها ومنحها خصائص موضوعية، إذ سيسترشد الكثير من المشاركين في النشاط الاقتصادي بهذه الدورة في خططهم التجارية.
وفقًا لمنهجية NBER، يبدأ الركود (Recession) بانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (Real GDP) لمدة ربعين متتاليين. ولكن هذا الانخفاض بحد ذاته لا يعني بالضرورة ركودًا، إذ غالبًا ما تنحرف المؤشرات عن الاتجاه العام.
يشارك عدد كبير من المؤشرات الأخرى لتكوين تقييم عام للاتجاه، والذي يقبله معظم الباحثين والممارسين.
في الوقت نفسه، لا تعتبر قيم المؤشرات الاقتصادية نفسها (الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، الإنتاج الصناعي، الميزان التجاري، إلخ) هي الأهم، بل التغيرات التي تحدث فيها شهريًا، ربع سنويًا، وعلى المدى الطويل – سنويًا. ففي هذه التغيرات يتجلى تأثير الحالة الاقتصادية على نتائج الأعمال من خلال تغيّر المزاج والنشاط لدى المنتجين والمستهلكين.
توجد نظريات متعددة حول أسباب التقلبات الاقتصادية، لكن لا يوجد نظرية شاملة مقنعة تفسر الدورات الاقتصادية بشكل كامل.
- – التأثيرات الدافعة على الاقتصاد، الصدمات الاقتصادية مثل التحولات التكنولوجية، اكتشاف مصادر جديدة للمواد الخام، التقلبات الكبيرة في أسعار المواد الخام العالمية، الصدمات السياسية؛
- – الزيادة غير المخططة في مخزونات المواد الخام والاستثمارات الإنتاجية؛
- – علاقات العمل، نضال النقابات من أجل ضمان الوظائف والأجور.
أخذ هذه الظواهر في الاعتبار ليس بالأمر السهل.
المفهوم الأساسي الذي أصبح واضحًا منذ فترة طويلة هو أن الدورات ظاهرة حتمية ناتجة عن أسباب داخلية تُعد من القوى الدافعة المتكاملة للنمو الاقتصادي.
لذلك، يُعتبر تتبع وتوقع معايير التطور الدوري للاقتصاد في جميع الدول المتحضرة من أهم الوظائف الحكومية.
مؤشرات النمو الاقتصادي، والناتج المحلي الإجمالي (GDP)
الناتج المحلي الإجمالي (GDP) هو مؤشر عام لقيمة الإضافة التي تنتجها جميع الشركات المصنعة في البلد خلال فترة زمنية معينة.
يُعد الناتج المحلي الإجمالي مؤشرًا واسعًا لقوة الاقتصاد (أو ضعفها خلال فترات الركود). وترتبط علاقته بـسعر الصرف (Exchange Rate) بشكل واضح ومباشر – فكلما نما الناتج المحلي الإجمالي، تقوى العملة الوطنية.
يُعد هذا أحد المؤشرات الرئيسية بالنسبة لـأسواق العملات. وقد يكون رد الفعل على نشر مؤشرات نمو الاقتصادات الكبرى، بالإضافة إلى القيم المعدلة (المحدّثة) لها، كبيرًا.
تعريف الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، كما هو معروف في كتب الاقتصاد الكلي، يعطيه معادلة مزدوجة لمكونات الاستهلاك والدخل:
GDP = C + I + G + NE = PI + PR
حيث C يمثل الاستهلاك، و I يمثل الاستثمار، و G يمثل الإنفاق الحكومي، و NE يمثل صافي الصادرات (الصادرات – الواردات)، و PI يمثل الدخل الشخصي، و PR يمثل أرباح الملاك.
يُحسب الناتج المحلي الإجمالي إما بصيغته الاسمية (بالأسعار الجارية) أو بأسعار فترة ثابتة (الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي).
نسبة الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي هي معدل عاكس الناتج المحلي الإجمالي (GDP Implicit Deflator)؛ كما يُنشر كأحد مؤشرات التضخم.
بالإضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي، يُستخدم مؤشر الناتج القومي الإجمالي (GNP)، والذي يقارب معناه الناتج المحلي الإجمالي، إذ يأخذ في الاعتبار إجمالي إنتاج السلع والخدمات من قبل سكان الدولة سواء داخل الحدود أو خارجها.
تُنشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي ربع سنويًا؛ وعادة ما يكون موعد النشر في الولايات المتحدة في اليوم العشرين من الشهر الذي يلي نهاية الربع.
على مدى الشهرين التاليين، تُنشر القيم المعدلة (المراجعة) للمؤشر. وقد تُحدّث البيانات نصف السنوية حتى بعد مرور ثلاث سنوات.
عند تحليل ديناميكيات الدورات الاقتصادية من حيث الناتج المحلي الإجمالي، يجب أخذ الظواهر ذات المقاييس المختلفة بعين الاعتبار، من العوامل طويلة الأمد مثل العوامل الديموغرافية أو الحروب العالمية، إلى الأسباب القصيرة الأمد التي تؤدي إلى اختلالات في الاقتصاد.
مؤشرات قطاع التصنيع
الإنتاج الصناعي (Industrial Production – IP)
يقيس الإنتاج الصناعي (IP) حجم المخرجات من المصانع الصناعية وقطاعات الاستخراج وتوريد الطاقة.
يُعتبر مؤشرًا مهمًا لسوق الفوركس (Forex market) نظرًا لتأثيره المباشر على جميع مؤشرات النمو الاقتصادي، وارتباطه الوثيق بالسياسة المالية.
يعني تطور الإنتاج الصناعي (IP) تقوية الاقتصاد ككل، بما في ذلك تعزيز موقع الدولة في الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى زيادة القدرة التنافسية لسلعها في الأسواق العالمية وبالتالي نمو الميزان التجاري (Trade Balance) وسعر الصرف (Exchange Rate) للعملة الوطنية.
يُنشر مؤشر الإنتاج الصناعي شهريًا تقريبًا في اليوم الخامس عشر.
نسبة استخدام الطاقة الإنتاجية (Capacity Utilization)
نسبة استخدام الطاقة الإنتاجية (CAPU) هي نسبة إجمالي المخرجات الصناعية إلى قيمة الإنتاجية الكلية (الإنتاج المحتمل) للقطاعات الصناعية.
يعتبر هذا المؤشر ذا أهمية كبيرة لسوق الفوركس (Forex market) نظرًا لارتباطه الوثيق بديناميكيات الدورة الاقتصادية، مما يجعله معيارًا إضافيًا للسوق في أوقات انتظار تغييرات سياسة البنوك المركزية، مشيرًا إلى القرارات المستقبلية المحتملة للبنك المركزي.
طلبات السلع المعمرة (Durable Goods Orders)
يغطي مؤشر طلبات السلع المعمرة (Durable Goods Orders) إحصاءات أوامر الإنتاج للسلع التي تزيد مدة استخدامها عن 3 سنوات (مثل السيارات، والأثاث، والثلاجات، والمجوهرات، وغيرها).
تنقسم أوامر الصناعة إلى 4 فئات رئيسية: صناعة المعادن (المعادن الأولية)، والهندسة الميكانيكية، والمعدات الكهربائية، والنقل.
لإقصاء تأثير الطلبات العسكرية الكبيرة، يتم الاحتفاظ بإحصائيات منفصلة للأوامر الدفاعية وغير الدفاعية.
هذا المؤشر مهم لسوق الفوركس (Forex market) لأنه مؤشر على ثقة المستهلك.
تشير زيادة حجم الطلبات على السلع ذات القيمة العالية إلى استعداد المستهلك لإنفاق المال، مما يحفز الإنتاج وبالتالي يؤثر على مؤشرات أخرى للاقتصاد.
لذلك، يُعتبر ارتفاع بيانات السلع المعمرة عاملاً يقوّي سعر الصرف (Exchange Rate).
مؤشرات المخزون
المؤشرات التي توضح ديناميكيات المخزون وعلاقتها بحجم المبيعات (مخزونات الأعمال والمبيعات) تُعتبر معايير مفيدة نظرًا لدورتها الاقتصادية الواضحة.
تأتي بياناتها من منتجي السلع، وتجار الجملة، وتجار التجزئة.
يتم نشرها على شكل ثلاثة مؤشرات: المخزون، والمبيعات، ونسبة المخزون إلى المبيعات (Inventories to Shipments Ratio, INSR) شهريًا، بعد 6 أيام عمل من صدور بيانات السلع المعمرة.
مؤشرات التضخم (Inflation Indicators)
قليل من المؤشرات الاقتصادية يمكن مقارنتها بمؤشرات التضخم (Inflation) من حيث أهميتها بالنسبة لـأسواق العملات.
يراقب المتداولون حركة الأسعار عن كثب، حيث يُعتبر رفع أسعار الفائدة بواسطة أداة مكافحة التضخم للبنك المركزي عاملاً يقوّي سعر الصرف (Exchange Rate). بالإضافة إلى ذلك، يُغيّر معدل التضخم القيم الحقيقية لـأسعار الفائدة.
لهذا السبب، تكون أسواق السندات الحكومية حساسة جدًا لبيانات التضخم. وبحجمها الكبير، فإن إعادة توزيع التدفقات النقدية نتيجة لتحركات هذه الأسواق ستؤثر بلا شك على أسعار الصرف.
كما هو الحال مع مؤشرات أخرى، يعتمد رد فعل أسواق الفوركس على بيانات التضخم على مرحلة الدورة الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد.
إذا ظهرت علامات على التضخم خلال مرحلة النمو، يمكن للبنك المركزي اتخاذ إجراء استباقي برفع سعر الفائدة الرسمي قليلاً. في هذه الحالة، سيكون العامل الأساسي بالنسبة لـسوق الفوركس هو فرق الفائدة الذي ازداد لصالح هذه العملة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف. وستكون ردود الفعل مختلفة تمامًا عندما يبدأ التضخم في التسارع في ذروة الدورة الاقتصادية، حيث يصبح الاقتصاد ساخنًا، مما يهدد بحدوث ركود حاد. في هذه الحالة، سيرفع البنك المركزي الأسعار لمكافحة النشاط المفرط، ولكن رد فعل السوق سيكون عكس ذلك. إذ حين يدرك المتداولون أن ركودًا وشيكًا يقترب، يرتبط بانخفاض أسعار الأسهم، وحجم الاستثمار، ومشاكل في التجارة الخارجية، فيبدأون في بيع تلك العملة وغيرها من الأصول المرتبطة بها، مما يؤدي إلى انخفاض سعرها.
المؤشرات الرئيسية للتضخم في جميع الدول هي مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI).
مؤشر أسعار المستهلك (CPI)
مؤشر أسعار المستهلك (CPI) هو المؤشر الرئيسي للتضخم؛ يقيس التغير في أسعار السلع والخدمات المشمولة في سلة استهلاكية ثابتة، تغطي السلع والخدمات ذات الطلب الثابت (كالطعام، والملبس، والوقود، والنقل، والرعاية الطبية، إلخ).
عادةً ما يُبنى مؤشر أسعار المستهلك استنادًا إلى سلة مختارة من السلع والخدمات.
إذا كان Pi (0) هو سعر المنتج (أو الخدمة) رقم i في السلة الاستهلاكية في فترة زمنية ثابتة (الفترة الأساسية)، وPi (t) هو سعره في الزمن t (“الآن”)، وكان wi هو الوزن المعطى لهذا المنتج في السلة (مجموع جميع الأوزان يساوي 1)، فيمكن حساب المؤشر على النحو التالي:
I = wi × Pi(t) / Pi(0)
اختيار تركيبة السلة الاستهلاكية ليس بالأمر السهل ويعتمد على دراسات إحصائية خاصة، إذ يجب أن تعكس التكوين المعتاد للسلع المستهلكة في بلد معين، حيث تُظهر تغيرات أسعارها الاتجاه الحقيقي للعمليات الاقتصادية.
يُنشر مؤشر أسعار المستهلك (CPI) شهريًا، عادةً في اليوم العاشر من الشهر من أيام العمل. الشكل الأساسي للنشر هو مقدار التغير مقارنة بالشهر السابق لكل من CPI والنواة (Core CPI).
عادةً ما يكون انحراف 0.2 عن القيمة المتوقعة كافياً لإحداث رد فعل ملحوظ في سوق الفوركس.
الخصائص الرئيسية لسلوك مؤشر أسعار المستهلك (CPI) خلال الدورة الاقتصادية:
- – أعلى درجات التقلب تحدث في أسعار المواد الغذائية ومصادر الطاقة؛ فالتقلب السعري يكون أكبر للسلع (حيث تشكل الطاقة حتى 50%) مقارنةً بالخدمات (حيث لا تتجاوز مساهمة الغذاء والطاقة 6%).
- – يتأخر التضخم في قطاع الخدمات عن التضخم في سوق السلع بحوالي 6-9 أشهر.
- – يمتلك التضخم دورته الخاصة التي تتأخر بالنسبة للدورة الاقتصادية العامة.
مؤشر أسعار المنتجين (PPI)
مؤشر أسعار المنتجين (PPI) هو مؤشر ثابت الأوزان يتتبع التغيرات في الأسعار التي يبيع بها المنتجون الوطنيون سلعهم على مستوى الجملة.
يغطي مؤشر أسعار المنتجين (PPI) جميع مراحل الإنتاج: المواد الخام، والمراحل الوسيطة، والمنتجات النهائية، وفي جميع القطاعات: الصناعة، والتعدين، والزراعة. ولا تُحتسب أسعار السلع المستوردة فيه، لكنها تؤثر عليه من خلال أسعار المواد الخام والمكونات المستوردة.
وبذلك، فإن الاختلاف الرئيسي بينه وبين مؤشر أسعار المستهلك (CPI) هو أنه يغطي السلع فقط وليس الخدمات، وعلى مستوى البيع بالجملة.
يعتمد مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة على عينة من 3,400 عنصر بمشاركة 40,000 جهة؛ ويبلغ وزن المجموعة الرئيسية من السلع في المؤشر 24% للطعام، 7% للوقود، 7% للسيارات، و6% للملابس.
كما في السابق: النواة (Core PPI) = (PPI بدون الطعام والطاقة). إذا كان من المعتاد أن ترتفع أسعار المستهلكين، فقد تشهد أسعار المنتجين فترات انخفاض ملحوظة.
يُنشر مؤشر أسعار المنتجين (PPI) شهريًا في اليوم العاشر من أيام العمل. الخصائص النموذجية لـPPI خلال الدورة الاقتصادية تشمل:
- – تقلب أعلى من مؤشر أسعار المستهلك (حيث تشكل المواد الغذائية والطاقة حوالي 36% منه وحوالي 23% في مؤشر أسعار المستهلك);
- – يمتلك دورته الخاصة التي تتأخر عن الدورة الاقتصادية العامة، مماثلة لدورة مؤشر أسعار المستهلك؛
- – تبلغ ذروات مؤشر أسعار المنتجين (كنسبة مئوية سنويًا) عادةً بعد 3-6 أشهر من ذروات النشاط الاقتصادي العام، وتكون أدناها بعد 9 أشهر من أدنى مستويات النشاط الاقتصادي؛
- – غالبًا ما تتحقق أقصى وأدنى قيم لكل من مؤشر أسعار المنتجين ومؤشر أسعار المستهلك في نفس الربع السنوي، وغالبًا لا تُزال الفوارق إلا في حدود ربع سنوي.
التجارة الدولية
يُرتبط عمل سوق الفوركس (Forex market) وديناميكيات أسعار الصرف (Exchange Rates) ارتباطًا وثيقًا بالتعاون الدولي في مجالات التجارة، والتبادل الثقافي، والتفاعلات بين الدول، والاستثمار الدولي.
من الناحية المالية، يُعبّر عن مكانة الدولة في الهيكل العالمي من خلال ميزان المدفوعات (Balance of Payments)، الذي هو نتيجة للمعاملات المالية الدولية لسكانها.
يسجّل ميزان المدفوعات جميع أنواع التفاعلات الدولية الرئيسية: التجارة الدولية، وتدفقات رأس المال، والخدمات الدولية (مثل السياحة)، والتسويات بين الدول.
على المدى الطويل، تحدد القدرة التنافسية للدولة من خلال مواردها الوطنية، وقاعدتها الصناعية، ومؤهلات القوى العاملة، وهيكل الأسعار.
في النهاية، تعقّد العلاقة بين هذه العوامل، خاصة مع التعقيدات السياسية الراهنة، يجعل العلاقة بين ميزان المدفوعات وديناميكيات أسعار الصرف قصيرة الأمد غير واضحة بما يكفي لتزويد المتداول بأسباب ملموسة لاتخاذ قرارات.
لذلك، يركز سوق الفوركس عادةً على المكون الرئيسي لميزان المدفوعات، وهو الميزان التجاري (Trade Balance).
الميزان التجاري (Merchandise Trade Balance, TV) هو الفرق بين قيمة الصادرات وقيمة الواردات للسلع في دولة معينة.
يعكس الميزان التجاري، في المقام الأول، القدرة التنافسية لسلع الدولة في الخارج.
يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـسعر الصرف (Exchange Rate) للعملة الوطنية، إذ يشير الفائض الكبير في الميزان التجاري (تفوّق الصادرات على الواردات) إلى تدفق العملة الأجنبية إلى الدولة مما يزيد من قيمة العملة. بينما يعني العجز التجاري (deficit) انخفاض تنافسية السلع الوطنية، مما يؤدي إلى زيادة الديون الخارجية وانخفاض قيمة العملة.
من ناحية أخرى، تؤثر تغيرات سعر الصرف (Exchange Rate) للعملة الوطنية نفسها على نتائج التجارة الدولية وبالتالي على الميزان التجاري.
عندما يكون سعر الصرف منخفضًا، تحصل السلع الوطنية على ميزة إضافية في الأسواق الدولية، مما يؤدي إلى زيادة الصادرات. وعلى العكس، فإن ارتفاع العملة الوطنية يؤدي إلى زيادة أسعار السلع في الأسواق الدولية، مما قد يؤدي إلى استبدالها بسلع أرخص من دول أخرى.
من الواضح أن العديد من إجراءات البنوك المركزية لخفض أسعار الصرف للعملات الوطنية تأتي نتيجة لرغبتها في توفير مزايا تنافسية للمصدرين المحليين.
تُنشر بيانات الميزان التجاري شهريًا، عادةً في الأسبوع الثالث من الشهر. تُقدم البيانات بشكل موسمي سواء بالأسعار الاسمية أو الثابتة. تُصنف نتائج التجارة إلى ست فئات رئيسية من السلع (كالطعام، والمواد الخام واللوازم الصناعية، والسلع الاستهلاكية، والسيارات، والسلع الرأسمالية، وسلع أخرى) وحسب التجارة مع كل دولة على حدة.
عادةً، ينظر سوق الفوركس إلى الميزان التجاري لدولة بأكملها بدلاً من النظر إلى الميزانيات التجارية الثنائية مع دول معينة.
لكن هناك استثناءات؛ فقد كان الميزان التجاري الأمريكي مع اليابان موضوع دراسة منفصلة منذ زمن بعيد بسبب العجز الكبير تقليديًا والمشكلات السياسية التي ينشئها، مثل العقوبات التجارية، وغيرها.
في الواقع، على الرغم من الأهمية الواضحة لبيانات التجارة، فإن تفسيرها من حيث أسعار الصرف ليس بالأمر البسيط؛ إذ لا تعتبر أحجام الصادرات والواردات متساوية من حيث أهميتها الاقتصادية.
فالصدور تؤثر مباشرةً على النمو الاقتصادي، ولذلك يعطيها السوق وزنًا أكبر، بينما قد يعكس ارتفاع الواردات طلبًا محليًا قويًا أو يُحركه زيادة في مخزونات المواد الخام، مما يؤدي إلى عواقب اقتصادية مختلفة.
تعود اختلاف ردود فعل أسواق الفوركس على بيانات التجارة أساسًا إلى تصور السوق ما إذا كان سعر الصرف موضوع اهتمام رئيسي لصانعي السياسات النقدية أم لا. فإذا كان الدولار محور اهتمام السلطات المالية، فإن زيادة العجز التجاري مع انخفاض الصادرات سيدفع السوق إلى خفض قيمة الدولار لتخفيف مشكلات المصدرين.
العواقب التضخمية لحركة أسعار الصرف المتوقعة ستكون سلبية بالنسبة للمشاركين في أسواق السندات الحكومية، وإذا بدأت إعادة توزيع محافظ الاستثمار، سيؤثر ذلك أيضًا على أسعار الصرف.
ولكن إذا لم يكن الدولار والتضخم من الاهتمامات الرئيسية في الوقت الراهن، فإن انخفاض الصادرات وحده قد يؤدي إلى هبوط العديد من الأسهم (مثل أسهم الشركات المصدرة) وارتفاع أسعار السندات. وبالتالي، يمكن لنفس البيانات الاقتصادية أن تتسبب في عواقب متناقضة مباشرةً على سوق الفوركس.
إحصاءات التوظيف والسوق العمالي
حالة سوق العمل هي العامل الأساسي في تطور العمليات الاقتصادية، وتُعد مؤشرات التوظيف من أهم المؤشرات الاقتصادية التي يوليها متداولو العملات اهتمامًا بالغًا.
إن تحليل التوظيف في الدول المتقدمة اقتصاديًا يُعد مهمة ملحة للإحصاءات الاجتماعية والاقتصادية؛ ففي الولايات المتحدة، يوجد هيكل مفصل لمؤشرات التوظيف، وتخصص الحكومة ميزانيات كبيرة لجمعها وتحليلها.
يراقب متداولو الفوركس المؤشرات الرئيسية للتوظيف مثل معدل البطالة (Unemployment Rate)، والتوظيف في القطاع الصناعي، ومتوسط الأجور، وطول أسبوع العمل، وغيرها؛ وتكتسب بيانات التوظيف في مراحل انتقالية من الاقتصاد، مثل الانتقال من الركود إلى التعافي أو العكس، أهمية خاصة في أسواق الفوركس.
سنستعرض هنا بعض مؤشرات التوظيف والقواعد الأساسية لتفسير سلوكها في الدورة الاقتصادية.
لتحديد مستوى التوظيف في الإحصاءات الأمريكية، يتم قياس سمتين مستقلتين: مؤشر التوظيف الثابت المستند إلى بيانات الرواتب غير الزراعية؛
ومؤشر العمل الحر (Self-Employment) (التوظيف المنزلي)، المستند إلى نتائج مسح شخصي (عينة من 60,000 شخص، لا تتغير العينة للشهر التالي) يشمل السكان المدنيين، بمن فيهم العاملون في الزراعة ورواد الأعمال؛ ويُعتبر الموظف شخصًا يعمل في أحد الحالات التالية:
- أ) يتقاضى راتبًا خلال هذا الأسبوع أو يعمل في مشروعه الخاص (العمل الحر).
- ب) لم يعمل بسبب سبب مقبول (كالمرض أو الإجازة أو نزاع العمل) ولكنه كان لديه وظيفة أو مشروع.
يُعتبر العاطل عن العمل من يثبت بحثه عن وظيفة خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
إذا قاس مؤشر الرواتب عدد الوظائف، فإن المؤشر الأسري يقيس عدد الأشخاص العاملين. تتطابق اتجاهاتهما على المدى الطويل، لكن على المدى القصير قد يتحركان في اتجاهات مختلفة.
يُحسب معدل البطالة (Unemployment Rate – UNR) على النحو التالي:
UNR = (LF – EF) / LF
حيث يُمثل LF القوى العاملة، وEF يمثل عدد الموظفين (Employed Force).
يمكنك قراءة فصول أخرى
تداول الفوركس للمبتدئين الجزء 4: التحليل الأساسي، الأسعار
التحليل الأساسي لسوق الفوركس: أصبح تداول العملات نشاطًا شائعًا اليوم؛ يصل التداول اليومي في سوق الفوركس العالمي إلى حوالي تريليوني دولار، وتُعتبر 80% من جميع العمليات تداولًا مضاربًا […]
تداول الفوركس للمبتدئين الجزء 6: مؤشرات الطلب الاستهلاكي
مؤشرات الطلب الاستهلاكي، بناء الإسكان وسوق العقارات، مؤشرات ثقة المستهلك، مبيعات الشاحنات والسيارات، مؤشرات الدورة الاقتصادية
هذا المنشور متاح أيضًا باللغة: English Українська Portuguese Español Deutsch Chinese Русский Français Italiano Türkçe 日本語 한국어 العربية Indonesian ไทย Tiếng Việt